twitter
    Find out what I'm doing, Follow Me :)

«تعب المشوار» أحلام ضاعت من الطبقة المتوسطة


أنهى المخرج سيف سبيعي تصوير مسلسله الجديد (تعب المشوار)، ليكون من أوائل المسلسلات السورية التي تم انتاجها للموسم الرمضاني المقبل، وينتمي المسلسل لفئة الأعمال الاجتماعية المعاصرة، عن نص للكاتب السوري فادي قوشقجي، في ثاني تعاون له مع المخرج سبيعي، بعد النجاح اللافت الذي حققاه معاً في مسلسل (عن الخوف والعزلة)، ولاقى مشاهدة جماهيرية واسعة.
)تعب المشوار) دراما اجتماعية معاصرة، تقدم صورة بانورامية عن مجتمع الطبقة الوسطى في مدينة دمشق، في محاولة لملامسة هموم هذه الطبقة وأزماتها الاقتصادية والاجتماعية، من خلال الدخول في عمق تفاصيل العلاقات الانسانية التي تتشاركها ثلاثة أجيال، على الرغم من اختلاف وجهات النظر بينها.

ميلودراما اجتماعية

«الوطن» زارت موقع تصوير العمل في يومه الأخير، والتقت المخرج سبيعي، الذي تحدث عن العمل قائلاً: «العمل ميلودراما اجتماعية، تتناول حالة التعب التي تعتري العلاقات المعاصرة بين أفراد مجتمع ينهكه ما تراكم على كاهله من نكسات ونكبات وهزائم، فصار يفتقد الى حلم واضح، وتراجعت آماله من أحلام كبرى على مستوى النهضة والتقدم والعدالة، لتنحصر في أمور صغرى سبق ان أهملها من أجل أحلامه الكبرى، فانتهى به الأمر بأنه لم يحقق لا هذه ولا تلك، وانتهى الأمر بشبابه وهم مبتعدون عن الشأن العام، أو منخرطون فيه، لكن مع كثير من التساؤل والشك العام، أو يفعلون، وباحثون عن الرحيل والهجرة!!».

شبكة علاقات

وأضاف سبيعي متناولا العناصر الدرامية للعمل: «يتحدث المسلسل عن شبكة واسعة جداً من العلاقات الاجتماعية المعاصرة، تدور في غالبيتها في اطار الطبقة الوسطى، التي لطالما تم النظر اليها الحامل الرئيسي لفكرة التقدم والنهضة، من خلال شخصيات عدة من أجيال متعددة، لنلاحظ الفرق بين نوعية أحلامها وتطلعاتها اضافة للصراعات التي تخوضها هذه الشخصيات في كفاحها من أجل اثبات الوجود، والانجاز، والكرامة، والاستقرار النفسي والعاطفي، فيما هي لا زالت في معظمها تعتبر نفسها معنية بمناقشة كل أمور هذا العالم، لكن فقط مناقشتها، دون أوهام كبيرة حول القدرة على التأثير».

شخصية ممزقة

وتابع: « وفي اطار صراعاتها هذه تبدو هذه الشخصيات ممزقة أحياناً بين أصالة يراد منا أحياناً ان نصدق أنها تتمثل في المحافظة على قيم وسلوكيات لم تنتج سابقاً الا التردي والانتكاسات المتوالية، وحداثة يخشى منها الكثيرون خوفاً على أخلاق المجتمع، وحرصاً على خصوصيته وهويته، ومن خلال عرض أزمات وتعب العلاقات المعاصرة، فان المسلسل يمر على عدد كبير من الأزمات التي يعانيها المجتمع اجتماعياً واقتصادياً وفكرياً، والتي غالباً ما تلقي بظلالها على كل شيء في المجتمع بدءاً من أكبر مؤسسة، مروراً بسرير الزوجية، ووصولاً الى علاقة الانسان بنفسه من خلال مجموعة من الصراعات والاشكاليات ضمن قوالب متعددة منسوجة بكثير من التشويق والاقناع».

الجرأة الحقيقية

أما عن تعاونه الثاني مع الكاتب فادي قوشقجي، الذي امتازت أعماله بالجرأة، فقال عنه سبيعي: «النص اشكالي، وهي السمة التي تمتاز بها أعمال الكاتب قوشقجي وهو نص جيد يحترم عقل المشاهد، وأنا مع الجرأة بالدراما، وجعل الدراما الحامل الرئيسي لجميع القضايا الانسانية على اختلافها، وطرح همومها وأفكارنا بكل جرأة، وحتى الآن، لا تزال الدراما السورية تطفو على سطح الجرأة، دون الغوص الحقيقي في عمق القضايا الاشكالية، التي هي جزء من حياتنا اليومية».

صراع الأجيال

تنطلق خيوط المسلسل من خلال ثلاث حكايات، الأولى تفرد حكاية بيت زوجي يتداعى تحت وطأة صراع القيم، على الرغم من ان طرفي الزواج على مستوى علمي عالٍ جداً، وفي لحظات تداعيه يطرأ في حياة الزوجة رجل تنمو قصتها معه أو تتراجع على ايقاع أحداث هذا البيت الزوجي، وما يحدث فيه من حالات انفصال وعودة، وفي محور آخر تدور قصة حب تجمع شاباً يطمح الى الهجرة، وفتاة تنتمي لأسرة تقليدية جداً ستعارض بشدة ارتباطها به لأسباب متعددة، بينما تتحدث القصة الثالثة عن حب يجمع بين رجل من عصر الأحلام الكبرى بفتاة تصغره بستة وعشرين عاماً، تأتي الى دمشق بين الحين والآخر في اجازات محددة، لتعود الى حيث تنجز رسالة دكتوراه في الآثار.

عودة «سبيعي»

المسلسل من انتاج شركة (بانة) للانتاج والتوزيع الفني، ويشارك في بطولته عدد كبير من نجوم الدراما السورية، وصل الى أربعين ممثلاً، منهم، عباس النوري، كاريس بشار، باسل خياط، باسم ياخور، قيس الشيخ نجيب، نادين تحسين بيك، ديمة قندلقت، جيني إسبر، دينا هارون، عبير شمس الدين، نجاح سفكوني، ضحى الدبس، رنا شميس، خالد القيش، رامي حنا، شادي مقرش، محمود نصر وآخرون، ويسجل العمل عودة المخرج سيف الدين سبيعي للتمثيل بعد سنوات من الغياب، واقتصاره على العمل كمخرج.

أدوار متنوعة
في إطلالة سريعة على أبطال العمل، استشرفنا على ألسنتهم دور كل منهم خلال الأحداث كالآتي:
يؤدي الفنان عباس النوري شخصية (سعيد)، وهو انسان عازف عن الزواج بشكل أبدي، وفقاً لمبدأ يسير عليه هو أنه لا يمكن الاستقرار في هذا المجتمع، وهو شخص متنور، لديه الرغبة في ايجاد الحلول للكثير من مشكلات المجتمع.
أما الممثل باسل خياط فيجسد شخصية (الدكتور كمال)، وهي شخصية متسلطة ومتناقضة، بين ادعائها للتحرر بحكم ثقافتها وتحصيلها العلمي العالي، وطابعها القاسي المغرق في عقد الرجل الشرقي، ما يحصل بعلاقته مع زوجته (الدكتورة سهير) التي تجسدها الفنانة كاريس بشار، الى مشكلات عدة.
ويلعب الفنان نجاح سفكوني دور (ظافر) والد سهير، وهو رجل في أواخر الخمسينيات من عمره، يعمل على مشروع فكري مهم في قالب عصري، يأخذ بعين الاعتبار ما مر بتلك الأحلام من انكسارات، ويتعامل مع أسرته بطريقة فيها الكثير من الحرية، وتؤدي الممثلة ضحى الدبس دور زوجته غيداء.
وتلعب الفنانة ديمة قندلفت دور (ميسون)، وهي فتاة شديدة التميز، تنجز رسالة دكتوراه في الآثار، وتدخل في قصة حب مع سعيد الذي يكبرها بستة وعشرين عاماً، في حين تؤدي الممثلة جيني إسبر شخصية (سوزان)، وهي فتاة طموح امتهنت التمثيل لحبها وشغفها بهذه المهنة، وهي في بداية الطريق يعرض عليها دور جميل وكبير في عمل مهم، لكن هذا الدور يتطلب الكثير من الجرأة لأدائه.



0 التعليقات:

إرسال تعليق